القاهرة ٣٠٠٠ (١)
الظلام يدخل سريعا، إنه نهاية يوم أخر، أتلفت بحرص وراء ظهري خوفا من أن تنهشني إحدى الكلاب التي تتضور جوعا في صحراء القاهرة الكبرى، لقد طغى البنيان على كل شئ واختفت مصادر الطعام السهلة لهذه الحيوانات الضالة منذ زمن بعيد بعد أن أصبح الطعام يصل إلي غرفتي الصغيره مباشرة عن طريق خدمة أنابيب الطعام المجهز. البقاء على هذه الماده اللزجه خضراء اللون يوميا هو أمر ليس محببا بالتأكيد، ولكنه أفضل من الموت جوعا نتيجة أزمة الطعام الطاحنة التي تعصف بالعالم.
"أين مركبتي، إنها لا تتأخر أبدا؟!" تساءلت في نفسي وأنا أراقب السماء بحثا عن ضوء يقترب قد يكون مركبتي التي طلبتها لتوصلني إلي غرفتي رقم مائة الف وثمانية في المبنى الطائر الجديد، لقد استنزفت جميع مدخراتي لأجد هذه الغرفة الصغيرة فقد امتلأت الأرض بالبشر ولا يوجد الآن بديل غير استعمار السماء.
وأخيرا!
تنفست الصعداء بصعوبة من قناعي البلاستيكي المحكم حول وجهي وأنا أشاهد ضوءا يومض وهو يقترب مني سريعا. لقد حان وقت العوده من بعد يوم عمل شاق، فصحيح قد أصبح الذكاء الإصطناعي هو المسيطر على كل الأعمال التي تطلب ذكاء ولم يبقى لنا غير الأعمال اليدوية، فلما أصنع روبوتا مكلفا ويوجد الإنسان بجميع إمكاناته العظيمة في التنقل والحركة. الحاسب يخطط وأنا أنفذ، أليس شيئا مثير للسخرية!
يتبع.
Comments
Post a Comment