القاهرة ٣٠٠٠ (٢)
اقتربت المركبة بسرعة مخيفة مطلقة، إن ثقتي الساذجه في إنها ستتوقف ولن تسحقني في مكاني تدهشني كل مره، ولكن ليس بيدي حيلة فبإمكانها أن تتعقبني في أي مكان. إن شكل المركبة البيضاوي يسمح لها بديناميكية هواء تجعلها تطير بسرعة فائقة بإستخدام محركها المدمج المتطور وبدون صوت يذكر. هكذا تذكرت ما تعلمته عن هذه المركبات ألتى أصبحت وسيلتنا الوحيدة في التنقل، فبعد أن دمرت منذ زمن بعيد كل الطرق الرئيسية في أنحاء القاهرة لم يعد هناك سبيل إلا بالإعتماد كلية على هذه المركبات الطائرة لمن يستطيع تحمل تكلفة إستخدامها. اتجهت إلي المركبة التي ما أن وصلت حتى اقتربت مني ببطئ وفتح باب ليزري صغير في جانبها، أتمنى أن يتمكن الباب من تطهير ملابسي الواقية وألا أضطر القيام بعملية تطهير شاملة نتيجة لإنتظاري بعضا من الوقت في الخارج. صحيح إن التلوث الإشعاعي في أعلى معدلاته ولكن بفضل هذه الملابس المحكمة أستطيع أن أصمد لبضع دقائق قبل أن يقتلني الإشعاع. "ما الذي أخرك؟!"، تسألت بحده وأنا أرفع قناعي الواقي لأتنفس الهواء النقى داخل المركبة. "حصل تأخير بسبب حادث تصادم في محطة انطلاق المركبات...